الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية قيادي في «النهضة» جلال الورغي: لا يكفي أن نقضي على «داعش» لنضمن الأمن

نشر في  25 مارس 2015  (11:45)

مدير المركز المغاربي للحقوق والتنمية عضو مجلس شورى حركة النهضة التونسية جلال الورغي تحدث لـ»النهار» عن ظاهرة الإرهاب التي هبّ العالم لمحاربتها، وعن الشباب الذين دفعوا للانضمام للجماعات الارهابية والسبيل للتخلّص منها، فاعتبر ان «الارهاب قديم جديد في المنطقة إن لم نقل في العالم كله، وتونس ليست بعيدة عن هذا الوضع الحالي والقديم. ولعلّ التحوّل الكبير الذي شهدته في العام 2011 أدى الى ضعف في مؤسساتها لا سيما الأمنية منها، فالمرحلة الانتقالية خلقت نوعاً من الهشاشة في مؤسسات الدولة، استغلّته بعض الأطراف المحسوبة على جماعات إرهابية على غرار تنظيم القاعدة و»داعش» من أجل ان تجد موطئ قدم لها في البلاد. هذه الجماعات موجودة قبل ذلك، نتذكّر الاعتداء على الكنيس اليهوديّ في العام 2002 والمواجهات الامنية في احد ضواحي تونس التي وقعت قبل الثورة بسنة واحدة تحديداً في نهاية 2009 وبداية 2010».

جرائم جماعات وأنظمة

الجماعات المتطرفة استفادت من الأوضاع العربية في سوريا ومصر واليمن، وخاصة ليبيا التي تقع على حدود تونس حيث سمح الوضع للعناصر الارهابية بالتدريب هناك والعودة الى تونس للقيام بعمليات تستهدف إما سياسيين او القيام بتفجيرات. لكن مشاركة التونسيين الى جانب الجماعات الارهابية قديمة جداً، حيث قال الورغي: «نتذكر الحرب العراقية الأولى والثانية ونتذكر ان وزير الدفاع الاميركي أعلن في العام 2003 والعام 2004 ان أكثر العناصر الأجنبية مشاركة في المجموعات الارهابية في العراق، والتي تشنّ عمليات ضد القوات والمؤسسات العراقية والقوات الاميركية هي عناصر من تونس والمغرب العربي». واستطرد: «الوضع في سوريا غير مقبول وهو منتج للارهاب والتطرف بل ما يمارسه النظام السوري أبشع بكثير مما تمارسه هذه الجماعات الاجرامية وما تمارسه الحكومة في العراق، من السماح لميليشات مطلقة الأيدي من العبث في امن واستقرار العراق هو بحدّ ذاته جرائم تفوق جرائم هذه المجموعات».

بين القمع والتشدّد والتطرّف

عملية القمع وعملية استهداف كلّ ما له صلة بالتديّن والدين أدّت الى ردّة فعل عنيفة أنتجت هذه الظواهر المتطرفة لدى الشباب التونسي الذي شعر بالاضطهاد فبدأ يتشبّع بثقافة التشدّد والغلو، واحتضنته الجماعات المتطرفة التي وجد فيها الملاذ من اجل التعبير عن نقمته من هذه الانظمة الوحشية التي تمارس القمع، وأيضا تغذى الشباب من بعض الكتب التي سمح له بتداولها».
وأضاف: «الى جانب ذلك، هناك ثقافة تونسية معروفة هي ان التونسيّين يهتمون بما يحصل في منطقة المشرق العربي ويحاولون ان يكونوا جزءًا من هذا المشرق فعند احتلال فلسطين ترك بعض التونسيّين بلدهم للقتال هناك على الرغم من ان بلدهم كان محتلاً».

الجماعات الإرهابية مستمرّة

هذه الجماعات، جزء منها داخلي وجزء عابر للحدود والقارات، وقد عملت تونس على تفكيك العديد من الخلايا، سواء من تنظيم «القاعدة» او «أنصار الشريعة»، وشرح: «تمّ تصنيف هذه الجماعات من قبل وزارة الداخلية بأنها جماعات إرهابية، وجرَت محاولة التضييق على عملها. لكن في تقديري ستبقى تونس على هذا الوضع الى ان يستقر الوضع في ليبيا وفي المنطقة، خاصة ان تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي يسيطر على مساحات شاسعة فيما يعرف بالصحراء الليبية والصحراء الغربية في مالي والنيجر وموريتانيا، ولم تستطع حتى الدول الكبرى من ان تفكّك هذه الشبكات التي تقوم بعملية اختطاف للرهائن ثم مبادلتها بأموال ضخمة، لذلك يجب ان ينظر الى الجماعات المسلحة في السياق الداخلي والاقليمي والعربي».

باردو... عملية نوعية

أراد الارهابيون من عملية باردو ضرب الموسم الاقتصادي، فهي»عملية نوعية جاءت في وقت حساس في ذروة الموسم السياحي. هذا القطاع الحيوي الذي يمثّل 8 في المئة من الانتاج الاقتصادي والذي يشغل أكثر من نصف مليون عامل»، ولم يستبعد الورغي «وجود أيادٍ خارجية تستغل المجموعات الارهابية من اجل إرباك التحوّل في تونس».

محاولة للهروب الى الأمام

يحتاج تجنيد الجماعات المتطرّفة للشباب في تونس الى دراسة معمقة، والجديد ان هناك إجماعاً في تونس على ضرورة إطلاق حوار وطني لفهم ظاهرة الارهاب وتحديد جميع أبعاده، الذي لا «يجب ان يُختزل بمجرد مقاربة أمنية، الأمر أبعد من ذلك، فهو اجتماعي تربوي اقتصادي ثقافي، ولذلك يجب ان تكون المقاربة شاملة». واستطرد قائلاً: «القمة العربية ستنعقد نهاية الاسبوع، وسيكون عنوانها الوضع الامني القومي، تقديري ان الامن القومي لا يجب ان ينظر إليه باعتباره تصدٍّ لهذه الجماعات، هذه محاولة للهروب الى الامام، الامن القومي هو بثّ الحرّية والديمقراطية والكفّ عن الانقلابات العسكرية والسماح للشعوب العربية ان تعبّر عن نفسها بحرية».